Share :
ما انفك المسؤولون في قطاع النقل عن البحث لايجاد حلول لتطوير القطاع الخدمي ضمن خطط مدروسة بعيدة كل البعد عن اجراءات الماضي التي ابقت القطاع في دائرة مغلقة. وجاءت وثيقة الاردن 2025 التي وجه من خلالها جلالة الملك الحكومة لوضع تصور مستقبلي واضح يطور القطاعات الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة وتضمنت عدة محاور مهمة ابرزها ضرورة ايجاد حلول لقطاع النقل الذي يشكل عصب الاقتصاد الاردني، ولان النقل اصبح عنوانا رئيسيا لتطور الدول وتقدمها وعامل اساس في جذب السياحة. في الماضي، عقدت الحكومات المتعاقبة اجتماعات كثيرة وطرحت عطاءات متعددة وانفقت اموالا طائلة على الدراسات والاستملاكات لاجل مشاريع نقل خدمية ، غير ان تلك المشاريع لم تكتمل وبقي معظمها حبيس الادراج ، ولم ينجز على ارض الواقع من تلك المشاريع سوى مشروع توسعة مطار الملكة علياء . مشاريع أخرى مثل القطار الخفيف بين عمان والزرقاء والباص السريع وسط عمان ،لم تر النور ،رغم سنوات مضنية من البحث والانفاق ومثلها مشاريع التاكسي المميز و الشركة المتكاملة وشركات نقل لخدمة الجامعات ، انجزت الا انها فشلت عقب تشغيلها ولم تف بالغرض في تحسين مستوى النقل العام للركاب. وزيرة النقل الدكتورة لينا شبيب وصفت قطاع نقل الركاب في الاردن حاليا ب «المشتت واسطوله قديم» وقالت ان العمل على تطوير هذا القطاع سيكون باسلوب مختلف مؤكدة على اجراء دراسات عميقة لتطويره عبر اعادة هيكلة كاملة لتوفير خدمات ذات جودة وتلافي السلبيات المتبعة في تشغيل قطاع نقل الركاب وعدم منح التصاريح المفرطة على الخطوط. وبينت الوزيرة في تصريح ل»الرأي» ان التركيز حاليا ينصب على مفهوم النقل الجماعي وايجاد انظمة نقل عام تتميز بزمن من خلال مشاريع التردد السريع والقطار الخفيف في مناطق التجمع السكاني بغض النظر عن العاصمة. وكشفت شبيب ان الحكومة تدرس جديا انشاء سكة قطار خفيف يربط عمان بالزرقاء ثم يمتد داخل مدينة الزرقاء وصولا الى الرصيفة مشيرة في الوقت ذاته الى ان الوزارة ستجري دراسات لاقامة مشاريع نقل جماعي في مناطق اخرى ايضا تشهد تجمعا سكانيا . وتابعت بأن ثمة دراسة لتطبيق مفهوم نقل صديق البيئة وتوفير وسائط نقل غير اعتيادية من خلال تعزيز المشي على الاقدام واستخدام الدراجات الهوائية مشيرة الى ان الوزارة تدرس انشاء بنى تحتية على شوارع معينة مخصصة للمشي والدراجات الهوائية مؤكدة في الوقت ذاته ان الدراسة ستشمل استقطاب حافلات نقل تكون صديقة للبيئة تعمل على نظام الهايبرد او الغاز الطبيعي. واشارت الى ان العمل جار على تطوير السائقين في القطاع من خلال اخضاعهم الى دورات تأهيل لا يعمل السائق الا اذا حصل على بطاقة اهلية سيتم تطبيقها في القريب العاجل ، مشيرة الى ان تشريعات جديدة ستصدر قريبا تتعلق بتحديث اسطول النقل ورفع مستوى السلامة في القطاع والانضمام الى الاتفاقات الدولية التي تتعلق بتمديد ساعات الدوام. وقالت ان الوزارة تعد برنامجا وطنيا لسلامة النقل بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان توفير نظام نقل آمن وفعال سواء للركاب او البضائع . وعلى صعيد نقل البضائع ، قالت شبيب ان اهتمام الوزارة في المرحلة المقبل سينصب على اقامة السكك الحديدية وانشاء موانئ برية في عمان والمفرق ترتبط بانشاء سكة الحديد وذلك لتلافي ازمات المرور داخل العاصمة للشاحنات الكبرى . اما على صعيد النقل الجوي قالت الوزيرة ان الحكومة تدرس انشاء ايجاد مطارات بديلة متخصصة في التدريب ونقل البضائع مشيرة الى انه ثمة افكار لجعل مطار المفرق ميدانيا ايضا الى جانب المطار العسكري علاوة على انشاء مطار اخر لغايات الشحن لم يحدد مكانه بعد. واكدت ان الحكومة ستواصل تطوير مطار الملكة علياء الدولي لاستيعاب الحركة المتزايدة للمسافرين متوقعة ان يصل عدد المسافرين داخل المطار لهذا العام نحو 7 ملايين مسافر مقارنة مع 5ر6 مليون مسافر العام الفائت. واشارت الى ان الحكومة تسعى الى زيادة الاستثمار في قطاع النقل البحري بالتنسيق مع سلطة اقليم العقبة لزيادة عدد السفن التي تحمل العلم الاردني وتعزيز النقل البحري السياحي وتطبيق كافة الاتفاقات الدولية المنبثقة لرفع معايير ميناء العقبة وجعله انموذجا في المنطقة..
Comments (0)
Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked. *