خبراء : القطاعات الاقتصادية لم تلمس تخفيضا واقعيا لأسعار المحروقات

أكد صناعيون وخبراء اقتصاد، ان انخفاض اسعار النفط عالميا لم ينعكس محليا على القطاعات الاقتصادية في المملكة لعدم قيام الحكومة بتخفيض اسعار النفط بما يتوافق مع أسعاره عالميا. ولفتوا في احاديث لـ» الرأي» انه وفي حال خفضت الحكومة اسعار المحروقات محليا بما يتناسب مع الانخفاض الذي طرأ على النفط عالميا ، سينعكس ذلك ايجابا على القطاعات الاقتصادية خصوصا قطاع الخدمات اللوجستية ومنها النقل . وتراجع خام برنت باتجاه 85 دولارا للبرميل امس بعد أن قلص بنك الاستثمار الأمريكي «جولدمان ساكس» توقعاته للسعر بسبب ما قال إنه وفرة المعروض وضعف الطلب رغم تحسن نمو الاقتصاد العالمي. كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها منذ حزيران 2012 بعد أن خفض جولدمان ساكس توقعاته للسعر.ونزلت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم كانون الأول 1.27 دولار إلى 79.74 دولار للبرميل بعد أن هبطت إلى 79.45 دولار هو أضعف سعر خلال المعاملات منذ 29 حزيران 2012. وقال رئيس جمعية المصدرين الاردنيين، المهندس عمر ابو وشاح، إن انخفاض اسعار النفط عالميا لها انعكاسات ايجابية على مختلف القطاعات الصناعية والاقتصادية في المملكة مشددا على ضرورة ان تخفض الحكومة اسعار المشتقات النفطية بما يتوافق مع انخفاض النفط عالميا. وبين ابو وشاح ان القطاعات الاقتصادية في المملكة تترقب قيام الحكومة بالعمل على تخفيض تسعيرة النفط الشهرية لما له من اثر ايجابي على بعض القطاعات . وقال نقيب تجار المواد الغذائية المهندس سامر جوابرة ان القطاعات الاقتصادية في المملكة لم تتأثر ايجابا من انخفاض اسعار النفط نظرا لان تسعيرة الحكومة للمحروقات ماتزال ضمن مستويات 100 دولار للبرميل حسب تسعيرة الشهر الماضي . وبين جوابرة انه وفي حال قامت الحكومة بوضع تسعيرة النفط نهاية الشهر الحالي بما يتناسب مع الانخفاض الذي طرأ على اسعاره عالميا فان انعكاساته ستكون ايجابية على القطاعات الصناعية والتجارية واهمها على قطاع الخدمات اللوجستية ومنها قطاع النقل . وقال عضو مجلس ادارة غرفة صناعة الزرقاء ثابت الور ان تخفيض اسعار المحروقات سينعش مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية في المملكة خصوصا الخدمية منها . وبين الور ان انخفاض اسعار النفط يعزز تنافسية الصناعات الوطنية في الدول المستوردة نظرا لان ارتفاع اسعار النفط والطاقة حدت من تنافسية الصناعات الوطنية خلال السنوات الماضية . واشار الور الى ان انخفاض اسعار النفط مهم بالنسبة لكافة القطاعات في المملكة نظرا لان الطاقة تشكل النسبة الاكبر من مستوردات المملكة مؤكدا اهمية ان تستفيد الحكومة من انخفاض اسعار النفط وانعكاسه على القطاعات الصناعية والتجارية من خلال وضع تسعيرة تتناسب مع الانخفاض الذي طرأ عليه . وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش ان اسعار النفط تشكل نسبة كبيرة من الكلف التشغيلية لفعاليات الاقتصاد الوطني حيث تحتل المشتقات النفطية نسبة كبيرة من اجمالي الانفاق الاستهلاكي . وبين عايش انه كلما انخفضت اسعار النفط كلما ادى ذلك الى انخفاض فاتورة الطاقة والتي تشكل ما مجموعه 4 مليار دينار او مايقارب 20% من الناتج المحلي الاجمالي. ولفت عايش الى ان الانخفاض المتوقع لاسعار المشتقات النفطية في التسعيرة التي ستضعها الحكومة نهاية الشهر الحالي يجب ان يتراوح بين 10 الى 12 % على اقل تقدير حتى يكون لها اثار ايجابية على الاقتصاد المحلي . وبين انه وفي حال قيام الحكومة بتخفيض اسعار النفط عالميا بما يتواءم مع الانخفاض الذي طرأ عليه عالميا فان انعاكاساته ستكون ايجابية على المواطنين والتخفيف من قدرتهم على مواجهة الاعباء المعيشية . وذكر عايش ان انخفاضات اسعار النفط بشكل متتالي خلال الاونة الاخيرة ستنعكس بشكل مباشر على النشاط الاقتصادي في المملكة وسيخفض الكلفة الاجمالية للمنتجات الاردنية مما سيزيد الاقبال على هذه المنتجات في السوق المحلي وسيعزز تنافسيتها في الدول الخارجية وكان بنك «جولدمان ساكس» قد قال في مذكرة بحثية أمس الاول إنه خفض توقعه لبرنت إلى 85 دولارا للبرميل من 100 دولار لفترة الربع الأول من 2015 وقلص توقعه للخام الأمريكي إلى 75 دولارا من 90 دولارا.